كتب : ياسر نبيه
شهدت مصر صباح أمس ظاهرة فلكية سنوية، بتعامد الشمس على وجه تمثال الملك رمسيس الثاني في معبد ابو سمبل جنوب مدينة أسوان.
وجذبت الظاهرة الفلكية ثلاثة آلاف زائر، بحضور عدد من الوزراء وسفراء الدول العربية والاجنبية، حيث تسللت أشعة الشمس الى قدس أقداس المعبد لتضيء وجه الملك رمسيس الثاني، على وقع أنغام وعروض فرق فلكلورية مصرية، في إطار الظاهرة الفلكية الفريدة التي يشهدها المعبد يومي 22 من اكتوبر و22 من شهر فبراير من كل عام.
وتزامنت الظاهرة مع احتفالات مصر ومنظمة اليونسكو، بمرور نصف قرن من الزمان، على انقاذ آثار النوبة وأبو سمبل من الغرق في مياه بحيرة ناصر، بعد إقامة السد العالي.
وأقامت وزارة الثقافة المصرية حفلاً فنياً في تلك المناسبة، مساء أول من أمس، عشية تعامد الشمس على وجه الملك رمسيس الثاني، احتفالاً بمناسبة مرور 200 عام على اكتشاف معبدي أبو سمبل، على يد المستكشف الايطالي جيوفاني باتيستا بلزوني، الملقب ب «بلزوني العظيم».
وتتفرد معابد مصر القديمة، بعدد من الظواهر الفلكية التي ترتبط بالشمس والقمر، مثل معبد أبو سمبل الذي تصدر قائمة العجائب الفلكية السبع لمصر القديمة، ومعبد الكرنك الذي يشهد ما يسمى بظاهرة تعامد القمر الأزرق على قدس أقداس الإله آمون.
ولعب الضوء دوراً مهماً في تحديد التشكيل المعماري لمعابد الفراعنة ومقاصيرهم، حيث يوجد ارتباط وثيق بين علوم الفلك ووجه كثير من المعابد والمقاصير التي شيدها ملوك وملكات الفراعنة.
ولما كانت الشمس ترمز لديهم إلى الإله رع، فقد ربط المصريون القدماء الشمس بمعابدهم ومقصوراتهم الدينية، وجعلوها تتجه نحو الشمس، وربطوا بعض الأحداث الدينية مثل الأعياد والاحداث التاريخية، مثل تنصيب ملوكهم، وبين ظواهر فلكية فريدة تمثلت في تعامد الشمس على تلك المعابد والمقصورات في أيام محددة من العام.