كتب : مصطفى عبد المجيد
في واقعة غريبة تعكس مدى سيطرة واستحواذ المادة علي الرحمة والإنسانية، يحكي لنا احد أقارب مريضة تريد إجراء عملية بالعين، فيقول انها ذهبت إلى الدكتور (م. س) في عيادته الخاصة لإجراء عملية جراحية بالعين، فيقوم الدكتور بالاتفاق معها على جميع التكاليف والاتعاب بما فيها المستشفى، التي سيجري فيها العملية وهي مستشفى الرواد للعيون . وبالفعل قامت بدفع المبلغ وتم تحديد موعد العملية.
وفي يوم العملية قام قسم التمريض بتجهيز المريضة وتعقيمها، ولبست ملابس العمليات. وبالفعل دخلت الي غرفة العمليات.لاجراء للعملية واذا بها تجد مسئولي المستشفى يطلبون منها تسديد مبلغ 500 خمسمائة جنيها قبل بدء العملية.
وعندما سألت عن سبب اخذ هذا المبلغ أخبروها بأن السبب انها عملت عملية سابقة في نفس المستشفى وهذه هي المرة الثانية، ولذلك يجب تسديد المبلغ. طبعا اسباب لا تعقل،. وغير منطقيه لهذا المبلغ. وكان المفروض يكون العكس.
فقام اخو المريضة بالذهاب مسرعا الي الخزينة لتسديد المبلغ، حتى يقوموا بإجراء العمليه لاخته. ويطلب منهم ايصال السداد، فيقول له مسئول الخزينة ” اذا اردت اخذ إيصال بالسداد يجب دفع مبلغ 20 عشرون جنيها” فتعجب اخو المريضة من ذلك الأمر، كيف ادفع رسوم لأخذ إيصال بالمبلغ الذي قمت بدفعه وفي أي قانون او عرف هذا الكلام.
ونظرا لان الوقت حرج ولا يريد التأخير عن اخته حتي يقوموا باجراء العملية لها. قام بسداد المبلغ كاملا.
فكيف سمحت إدارة هذه المستشفى بمثل هذه الأفعال، وتعريض حياة المرضى للخطر أثناء دخول العمليات لطلب مبلغ مالي لا قيمة له.
فهل يستحق مبلغ تافه مثل ذلك من تعطيل إجراء عملية بالعين وتعريض حياة المريض للتوتر و الضغط العصبي ، اللي المفروض يكون مرتاح وهادئ قبل إجراء العملية.
فهل أصبحت مهنة الطب مهنة تجارية، بدلا من تكون مهنة إنسانية. وأصبحت لغة المال هي الأساس السائد في إجراء العمليات.