*رسالة مقيم إلى الشعب الكويتي*

0 118

انتشرت هذه الرسالة على مواقع التواصل الاجتماعي بعد زيادة الرسوم الصحية ومشاريع الضرائب الجديدة على الشوارع  ورخص القيادة  والتى طالب بها كلا من النائبة صفاء الهاشم ، والنائب صالح عاشور ، وآخرها الإذن  بالسفر من الكفيل  والذى اعتبره المقيمون من أمور العبودية ،  والذى طالب به النائب وليد الطبطائى . 

فكانت هذه الرسالة من مقيم :

نص الرسالة

بعد رفع رسوم المستشفيات والكهرباء و الماء و سياسة أبعاد الوافدين عن البلاد.

رسالة من مقيم إلى الشعب الكويتي:

الشعب الكويتي الشقيق:
جزاكم الله عنا كل خير على مدى سنوات من إستضافتكم لنا.

لقد إختار الله بلادكم كي تكون مهبط رزقنا و أختاركم كي تكونوا أنتم الأمناء على مستحقاتنا من ربنا وما كان ذلك إلا عندما علم الله طيب نفوسكم و سماحة خلقكم .

أخواني يا شعب (آل صباح) الكرام، نقسم لكم بالله العظيم أن ما نأخذه نحن من رزق أو نكنزه من مال حلال ليس إلا رزقنا المقسوم لنا من رب العالمين ولم نأخذ من رزقكم شيئاً يسيراً ولا كثيراً. بل إن كثيراً منكم قد إستفاد منا بقدر ما إستفدنا نحن منه وتلك سنة الحياة.

أيها الأشقاء الأكارم:
إنني أود أن أذكركم فقط أن قصة أصحاب الجنة التي ورد ذكرها في القرآن قد جرت أحداثها في اليمن وأن أصحابها كانوا يتعاهدون الفقراء و المساكين و يرزقوهم منها فكان الفقراء يعيشون منها و أصحاب الجنة أيضا يتنعمون بمحصولها .فلما غيروا نياتهم و ظنوا أن الفقراء يأكلون حقهم و يقاسمونهم رزقهم قرروا أن يمنعوا عنها الفقراء و يستحوذوا هم بخيرها و غلاّتها لأنفسهم فقط، ناسين أنهم إنما كانوا يأكلون و يتنعمون بفضل رزق الفقراء و المساكين الذين كانوا هم سبباً وطريقاً له ليس أكثر .
فماذا جرى عندما قرروا أن يحرموا المساكين من حقهم ؟
أصبحت المزرعة برمتها محروقة وصارت كالصريم !!

أيها الشعب (الكويتي) إن أرض الجنتين المذكورة في القرآن إنما هي أرضنا وقد إستحالت جحيماً بعد أن كانت جنة و نعيماً. وتلك قصة الأيام .

إخواننا و أشقاءنا هذا قدرنا معكم و قدرنا مع أنفسنا و نحن به راضون، سنغادر أرضكم مطرودين و كلنا ثقة أن الله لن يضيعنا و سيأتي برزقنا إلى حيث يصلنا و نصل له و نرجوا من الله أن يكون هذه المرة في أرضنا. وما يدريكم ؟!.

إننا نحبكم ونقدر ظروفكم ونحفظ لكم سالفة كرمكم .
ونرجوا أن لا نجدكم كأصحاب الجنة قد بدل الله عنكم ما أنتم فيه مثلما بدلتم نياتكم تجاهنا .
سنسامحكم و ربما يوما سنشكركم على ما فعلتم عندما صرفتمونا لنجد رزقنا ينتظرنا في بلادنا و بين أهلنا و أزواجنا و أطفالنا.

ربما أنتم لا تدركون حقيقة الكلمات الأخيرة تحديداً من كلامي السابق، لأن بعضكم إن لم يكن معظمكم لا يدرك قسوة الغربة، تخيلوا حينما يصل خبر لحظة فراق امك او ابيك من هذه الحياة الدنيا ولم تتشرف بسماع كلمة وداع او سماح أو حتى قبلة على خد أعز إنسان عليك .
أنتم لا تدركون معنى ان يرزقك الله البكر من أولادك وأنت عنه بعيد ولا تراه الا وهو يستقبلك قد بلغ من العمر سنين .
أنتم لا تدركون قيمة ان تتزوج ولا تمكث مع اهلك غير شهر أو شهرين ثم تغادر و قدماك لا تكاد تحملانك …..
إنكم لا تدركون اشياء كثيرة كنا نعانيها وسفاهات كنا نصطلي بنيرانها، و جور كنا نتجرع مرارته فوق كل ماسبق .

نستودعكم الله ونحن مطرودين لكننا نقول:
يا أهلا بكم في أي وقت إن ضاقت بكم أرضكم يوماً ما وجرت عليكم سنة الحياة التي جرت علينا حينها سنقاسمكم رغيف خبز أولادنا غير كافلين ولا مكفولين في بلاد الإسلام و المسلمين .

أرجوا أن لا تندموا عندما تفتقدوننا بينكم او تتمنون أنكم لم تفعلوا، و ستذكرون ما أقول لكم و أفوض أمري لله.

*””وفِي السماء رزقكم وما توعدون””*

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.