بقلم د / مصطفى عبد المجيد
مصر الان تحتاج وقوف كل القوى الوطنية وكل افراد الشعب المصرى يدا واحدة خلف القيادة السياسية
فمصر تواجه العديد من التحديات في الوقت الحالي، سواء على الصعيد الداخلي أو الإقليمي والدولي. ومن التحديات الرئيسية التي تواجهها البلاد في هذه اللحظة هى :
عدم الاستقرار الاقليمى حيث تشهد مصر صراعات إقليمية في المنطقة، مثل الوضع في ليبيا، والأزمات في السودان وفلسطين. واخيرا الوضع السورى .
واذا نظرنا الى الوضع فى المنطقة من الجهات الثلاثة وعدم الاستقرار الاقليمى فنحن الان نقع في منطقة تشهد العديد من التحديات السياسية والصراعات المستمرة على مدى العقدين الأخيرين، وتؤثر هذه الأزمات بشكل مباشر وغير مباشر على استقرارنا الداخلي والخطط التنموية. وتواجه مصر تحديات كبيرة في التعامل مع الوضع الإقليمي المتقلب حولها، سواء على الحدود الغربية مع ليبيا، أو في ظل الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، أو الأزمات المستمرة في سوريا ، وخاصة بعد سيطرة هيئة تحرير الشام على الحكم .
اولا : ليبيا
منذ الإطاحة بالعقيد معمر القذافي في عام 2011، دخلت ليبيا في مرحلة من الفوضى السياسية والعسكرية التي أدت إلى انقسام البلاد إلى حكومات متنافسة ووجود ميليشيات مسلحة قوية ، وتأثير هذا الوضع على مصر يتمثل في عدة نقاط:
- التهديد الأمني: تعتبر الحدود المصرية الغربية مع ليبيا مصدرًا للتهديد الأمني، حيث تسعى التنظيمات الإرهابية مثل “داعش” والجماعات المسلحة الأخرى إلى الاستفادة من حالة الفوضى في ليبيا لتعزيز وجودها على الحدود. هذا يجعل مصر عرضة للتهديدات الإرهابية بشكل مستمر.
- اللاجئين والهجرة غير الشرعية: الفوضى في ليبيا أدت إلى زيادة تدفق اللاجئين والمهاجرين غير الشرعيين نحو مصر، مما يشكل ضغطًا على موارد الدولة وعلى البنية التحتية.
- الدور السياسي المصري: منذ بداية الأزمة الليبية، كانت مصر حريصة على لعب دور الوسيط في عملية السلام، داعمة للجيش الوطني الليبي بقيادة خليفة حفتر. لان استقرار ليبيا يعتبر جزءًا من أمن مصر القومي، وقد قامت مصر بتنفيذ العديد من المبادرات السياسية والدبلوماسية لحل الأزمة.
ثانيا : فلسطين
الوضع في فلسطين يمثل تحديًا طويل الأمد لمصر على الأصعدة السياسية والإنسانية:
- الصراع الفلسطيني الإسرائيلي: رغم الجهود الدبلوماسية المصرية المستمرة في دفع عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، لا يزال الصراع مستمرًا. مصر تلعب دورًا أساسيًا في محاولة التوسط بين الفصائل الفلسطينية (مثل حماس وفتح) وكذلك بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
- الأزمة الإنسانية في غزة: مصر تقدم مساعدات إنسانية للشعب الفلسطيني، وتدير معبر رفح بين مصر وقطاع غزة. لكن الوضع في غزة يظل مصدر قلق، حيث يؤدي الحصار الإسرائيلي والقتال المستمر إلى معاناة كبيرة للسكان الفلسطينيين. ومصر تسعى لتخفيف الأزمة الإنسانية، لكن ضغوطًا دولية ومحلية تجعل الوضع معقدًا.
- الأمن المصري: الصراع المستمر في فلسطين يؤثر على الأمن الداخلي في مصر، خاصة في سيناء، حيث هناك تهديدات متزايدة من جماعات متطرفة تتلقى دعمًا من الجماعات الفلسطينية مثل حماس، للدخول الى سيناء ، رغم أن العلاقات بين مصر وحماس تشهد تطورًا وتحسنًا بين الحين والآخر.
ثالثا : سوريا
سوريا تشهد حربًا أهلية مدمرة منذ عام 2011، وقد أدت هذه الأزمة إلى توترات في المنطقة بشكل عام. بالنسبة لمصر، تحديات الوضع السوري تشمل:
- التمدد الإيراني والتدخلات الإقليمية: أحد التحديات الرئيسية بالنسبة لمصر هو التوسع الإيراني في سوريا، حيث كانت تدعم طهران الحكومة السورية بقيادة بشار الأسد. هذا الوضع يزعج مصر التي تسعى إلى الحد من النفوذ الإيراني في المنطقة. وقد انقلب هذا الوضع الان بعد وصول هيئة تحرير الشام الى الحكم ، واحتلال اسرائيل عدة مدن سورية بطول 500 كيلومتر منها مدينة القنيطرة ، وجبل الشيخ .فازداد الوضو سوءا عن زى قبل .
- اللاجئين السوريين: تعتبر مصر أحد الوجهات الرئيسية للاجئين السوريين، الذين يزيد عددهم بشكل مستمر. هذا يشكل ضغطًا على الخدمات العامة والبنية التحتية في مصر.
- الانقسام العربي حول سوريا: بينما تدعم مصر الحل السياسي في سوريا، فإن الدول العربية الأخرى تختلف في موقفها، حيث كانت بعض الدول قد قطعت علاقاتها مع الحكومة السورية بعد اندلاع الأزمة. ومصر تسعى للمحافظة على موقف متوازن يحافظ على علاقاتها مع الدول العربية ويعزز استقرار المنطقة.
والان وفى ظل هذه التحديات المشتركة عبر هذه الأزمات على حدودنا من جميع الجهات وخاصة الأمن القومي والاستقرار السياسي والضغوط الاقتصادية والاجتماعية وللخروج من كل ذلك وجب علينا كشعب مصر :
اولا : الوقوف خلف القيادة السياسية ، والتماسك الداخلى وتعزيز الوحدة الوطنية .
ثانيا : الابتعاد عن الشائعات وعدم تداولها : لان جميع الدول التى سقطت كانت بسبب الشائعات التى يطلقها العملاء فى الخارج والداخل ، وبذلك استطاعت قوى الشر فى هذه الدول من اسقاطها وتقسيمها وتشريد اهلها الذين اصبحوا لاجئين فى كل الدول، وكان اخرها سوريا .
ثالثا : من المهم التعاون مع الجهات الامنية المصرية والابلاغ الفورى عن اى شخص ينشر الشائعات او يشكك فى القيادة السياسية ، بغرض اثارة الفتن ونشر الفوضى بين افراد الشعب ، مثلما حدث من قبل .
فاذا استطعنا تنفيذ هذه الامور الثلاثة والحفاظ عليها ، استطعنا الخروج من الازمة المحيطة بنا ونجونا منها باذن الله ، بل ساعدنا القيادة السياسية على حل الازمات فى الدول المحيطة بنا .