قصة قصيرة : من خان الوطن
كتب : مصطفى عبد المجيد
يحكى أن قطاً أدركه الهرم فأصبح يؤثر الكسل على أي عمل مفيد فبات عبئا على بني قومه
فنبذوه لكثرة كلامه بلا علم وكثرة أكله بلا عمل سخط الهر فلجأ إلى كلب يناصب قومه العداء شاكياً له تنكر قومه وضجرهم منه وزهدهم فيه راجيا منه أن يشفي غليله منهم
وجد الكلب فرصته الذهبية ليحقق مبتغاه فحشد أقرانه وجعل القط في مقدمتهم ليرشدهم إلى مواقع القطط فأغـاروا عليها وجعلوهم شذرا مذرا وشردوا أهلها وقف القط العجوز منتشيا فوق الأطلال المـدمرة وهز ذيله مسروراً بإنتصار الكلاب على بني قومه
وألقى قصيدة عصماء يشكر فيها كبير الكلاب على إعادته سيدًا مبجلا لوطنه
إقترب منه كبير الكلاب ولطـمه لطـمة رمته أرضاً بين الحياة والمـوت
وقال له هازئا
أيها المغفل إن وطنا طردتك منه القطط أتبقيك فيه الكلاب؟
لو علم فيك قومك خيرا ما نبذوك ولو كان فيك شيء من الوفاء ما كشفت لنا ظهر قومك
ولو كنت ذا بأس ما لجأت إلينا أيها التعس أو بلغ بك ظنك الأحمق أن الكلاب تنشئ لك وطنّا.