
بقلم : مصطفى عبد المجيد
اليوم نرى ونشاهد ما يحدث من بعض الدول العربية الخائفة من الكيان الاسرائيلى ، ونرى ونشاهد جنود الاحتلال الاسرائيلى يتجولون فى كل المدن العربية باريحية ، بل وصل الامر الى بعض الدول الافريقية لحصار مصر من جميع الجهات ، فاصبح الهدف واضحا لا مراء فيه وهو ( اقامة اسرائيل الكبرى من النيل للفرات ) .
واذا رجعنا بالتاريخ للوراء سنجد ان ما حدث فى الماضى يعود مرة اخرى ، بنفس الشكل ، وبنفس الخطط ، وبنفس الخيانة والخنوع ، والذى يتصدى لذلك كله هى مصر ، فلنتذكر معا ما حدث بالماضى وقت حكم الملك نجم الدين ايوب وكان من حكام الدولة الايوبية بالشام .
ففي سنة (٦٣٨هـ / ١٢٣٩م) فوجئ الناس في أسواق (دمشق) بالصليبيين يتسوقون بأريحية كاملة ويشترون كل شئ حتى الســلاح ، وذلك بعد معاهدات سلام (تطبيع) بينهم وبين إمارات الأيوبيين في بلاد الشام.
– “الصالح اسماعيل” – صاحب (دمشق).
– “الناصر داود” – صاحب (الكرك).
– “المنصور” – صاحب (حمص) … وغيرهم.
وصعد المنابر شيوخ يخطبون عن فوائد السلام مع الصليبيين ، مثلما يحدث الان ، إلا قلة قليلة على رأسهم الامام “العز بن عبد السلام” والذي صعد المنبر في الجامع الأموي الكبير في (دمشق) وصدع بكلمة الحق ضد هؤلاء الحكام.
وفي سنة (٦٤٣هـ / ١٢٤٤م) خرجت جيوش هذه الإمارات الإسلامية ومعها الجيوش الصليبية في تحالف يعلوه الصليب ويقودهم الصليبي “والتر البريني” ، بإتجاه مصر ، وكان حاكمها السلطان “نجم الدين أيوب” رحمه الله ، والذي وصل جيشه إلـى (غــزة) لما سمع بهذه الجيوش تتحضر ، لتقع معركة (هربيا) الخالدة بالقرب من (غــزة).
وقد إنتصر فيها المسلمون من جيش “نجم الدين أيوب” على ذلك التحالف الشيطاني الذي تفرق في المدن وهرب قادته ، ثم استكمل الجيش المسلم طريقه ليستعيد (القدس) للمرة الأخيرة من الصليبيين ، سقطت هذه الممالك الصليبية وحُررت (القدس) ، ومعها سقطت تلك الإمارات واختفي ذكرها للأبد.
وها نحن اليوم نرى ونشاهد ما يحدث وكان الماضى عاد مرة اخرى ، ولكن باشخاص اخريين ،، ونرى ونشاهد جنود الاحتلال الاسرائيلى تتجول فى المدن الفلسطينية والسورية واللبنانية باريحيه .
وكما جهزو الجيوش لحرب مصر بمعاونة الخونة فى مدن الشام وتصدى لهم وهزمهم الملك نجم الدين ايوب ومن بعده سلطانين المماليك ، ها نحن اليوم نرى ونشاهد تكرار ما حدث بالامس يحدث اليوم ، حيث بدات الخطط لحصار مصر من تلك الدول التى طبعت مع الكيان الصهيونى ووضعت باراضيها قواعد عسكرية لهم ولاعوانهم من الامريكان ، بل وصل الامر الى محاولة حصار مصر عن طريق بعض الدول الافريقية الموجوده على حدودنا وذلك لحصار مصر من جميع الجهات .
ولان مصر هى الاساس فى الشرق الاوسط كله ويجب اسقاطها ، فاذا سقطت مصر سقط الشرق الاوسط كلها واستولى تتار العصر على الدول العربية والاسلامية وابادوا شعوبها ، وسيطرو على كل منابع الثروات العربية والافريقية
ومصر الان تقف بمفردها ضد هذه الهجمات التتارية التى يقودها ظاهريا الكيان الاسرائيلى ومن خلفه امريكا وبريطانيا تحت مسمى ( انشاء دولة اسرائيل الكبرى ) ولم يستوعب هؤلاء التاريخ ، وان مصر دائما وابدا مقبرة الغزاة والطامعين .
مصر بجيشها وشعبها قادرين على سحق كل المخططات التى تحاك ضدهم كل يوم ، سواء من الدول العربية الضعيفة التى ارتضت على نفسها الذل والعار والتطبيع مع هذا الكيان المحتل والغاصب لارض فلسطين ، او من دول الغرب الذين اعلنوها صريحة بقولهم انها حرب صليبية جديدة على الشرق الاوسط عامة وعلى مصر خاصة .
ولكن هيهات هيهات فمصر برجالها ونسائها واطفالها وشيوخها ، يتمنون الشهادة فى سبيل الله ، فما بالهم بجيش مصر فشعب مصر وجيشها لا يخاف الا الله ، وقد كان لمصر عبر التاريخ ما هم اعلم به ، من الحاق الهزائم بهم وتكبيدهم خسائر لا اخر لها ، واختتم كلامى بقول الله سبحانه وتعالى فى سورة الاسراء : ( وَإِنْ عُدْتُمْ عُدْنَا وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيرًا ) صدق الله العظيم .