النقابة العامة لاتحاد كتاب مصر : ندوة عن الإذاعي الرائد محمد الخولي ورحلة من العطاء اللغوي.

0 162

كتب : محمد مصطفى

تحت رعاية الدكتور علاء عبد الهادي رئيس النقابة العامة لاتحاد كتاب مصر والأمين العام للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، عقدت لجنة حماية اللغة العربية برئاسة الشاعر أحمد جاد ندوة يوم الأربعاء ١٤ مايو ٢٠٢٥م، بعنوان : ” الإذاعي الرائد.. محمد الخولي رحلة من العطاء اللغوي” ، استضافت الندوة د. ثريا العسيلي نائب رئيس جمعية حُماة اللغة العربية، وأ. د مسعد عويس الأمين العام لجمعية حُماة اللغة العربية، والشاعر والإعلامي زينهم البدوي نائب رئيس الإذاعة الأسبق والأمين العام لاتحاد كتاب مصر ، وقد شارك بالحضور جمع من الأدباء والشعراء ، منهم الشاعر والإعلامي السيد حسن نائب رئيس النقابة العامة لاتحاد كتاب مصر.

رحب الشاعر أحمد جاد بضيوف اللقاء ، وقدم بعض من السيرة المهنية للرائد الإذاعي محمد الخولي، ذاكرًا أنه شكل تكوينًا معرفيًّا نادرًا ، وقدم خبراته عبر مناصب إعلامية متنوعة، كما شارك في مؤتمرات دولية مرموقة ، وكان عضوا فاعلا في العديد من الهيئات.

وبدأت الناقدة الدكتورة ثريا العسيلي حديثها مشيدة بالدور المهم الذي يقوم به الشاعر والإعلامي زينهم البدوي في الاهتمام بكل ما يخص الحفاظ على اللغة العربية وسلامتها، وبحرصه الدائم على الاحتفاء بكل من لهم دور بارز في الحفاظ على العربية والذود عنها، واستعرضت تاريخ نشأة جمعية حُماة اللغة العربية على يد الإذاعي الشهير طاهر أبو زيد ، والأدوار المهمة التي أداها أعضاء الجمعية من الإذاعيين الأوائل، ولايزال يؤديها زينهم البدوي من أجل الحفاظ على استمرار عطاء الجمعية حبًّا في لغة الضاد والحفاظ عليها ، ثم تحدثت عن الإذاعي الرائد محمد الخولي ووصفته بعاشق الفن والموسيقى ، وتحدثت عن تميزه في مجال الترجمة، وإجادته التامة للإنجليزية والعربية معا ، وأكدت في حديثها أهمية تعلم اللغات والاطلاع على الثقافات الأخرى ، ولكنها حذرت من الذوبان في ثقافة الآخر ، واعتبرت الخولي النموذج والمثال الجيد المطلع على ثقافات الغير و لغاتهم، ولكنه من أشد المدافعين عن لغته الأم ، ولذلك تعتز به جمعية حُماة اللغة العربية هو وكل من لديهم هذا الحرص الجاد على الحفاظ على اللغة العربية وسلامتها، وطالبت الجميع بالاستفادة مما قدمه هؤلاء الأعلام في الماضي والحاضر ، وبأهمية الاستفادة من سِيَرِهم الذاتية وخدماتهم الجليلة في الحفاظ على العربية.

وتحدث الشاعر والإعلامي زينهم البدوي مشيدًا بفكرة الوفاء لمن رحلوا خاصة من أصحاب الأدوار المهمة في خدمة اللغة العربية والحفاظ على سلامتها، وفتح البدوي خزينة ذكرياته العامرة بالمواقف النبيلة تجاه أصحاب الرسالات الحقيقية من الإذاعيين الأوائل، وحرصهم على أداء رسالتهم على الوجه الأكمل، وكان من بينهم ” محمد الخولي”، الذي وصفه بأنه من الرعيل الذي حمل الراية بعد جيل الريادة الأول في صوت العرب، المتمثل في الإعلامي العلم ” أحمد سعيد” مؤسس صوت العرب و رفاقه .. وأشاد البدوي بأبناء هذا الجيل محمد الخولي وعبد الوهاب قتاية وغيرهم ممن أدوا رسالتهم الإعلامية بمهنية واقتدار ، كما تحدث عن الدور البارز الذي لعبته إذاعة صوت العرب، والتي جاء تأسيسها مواكبا لثورات التحرير في عدد من الدول العربية، وتحدث البدوي عن دور المذيعين في صوت العرب الذين حملوا مشاعل الإعلام المسموع أثناء ثورات التحرير العربية في اليمن والجزائر، ونبه الحضور إلى أهمية الاطلاع على كتاب الرائد محمد فتحي عن الإذاعة في نصف قرن، كما تحدث عن تأثير إذاعة صوت العرب على المستوى العربي والدولي أثناء العدوان الثلاثي على مصر،

واستعرض البدوي تاريخ كامل لنخبة من الإذاعيين الأوائل الذين كانوا أعضاءً في جمعية حُماة اللغة العربية ومنهم سعيد عمارة و فؤاد فهمي من صوت العرب ، و فائق فهيم من البرنامج العام ، وسمير غنيم من الشرق الأوسط، وعباس متولي ونادية حلمي وسهير توفيق و ميرفت رجب من صوت العرب، ونفيسة شاهين من شبكة الإذاعات المحلية، وذكر البدوي أن كل هؤلاء لم يكونوا مجرد مذيعين بل مناجم في مجالات متعددة، وتحدث باستفاضة عن السمات المهنية والإنسانية في شخصية محمد الخولي، وذكر أنه كان صاحب صوت إذاعي مؤثر ينفذ إلى سويداء القلوب، كما تحدث عن عطاء الخولي الزاخر في مجالي اللغة والترجمة ، واستعرض عددا من اللقاءات التي جمعتهما معا، وذكر منها استضافته له وللإذاعي القدير عبد الوهاب قتاية في فترة إذاعية على الهواء في برنامج تليفون وميكرفون و٤٠٠ مليون في إذاعة صوت العرب؛ احتفاء بذكرى مولد الإذاعي الرائد أحمد سعيد، و ختم البدوي حديثه مشيدًا بدور محمد الخولي في الذود عن العربية وبدور جمعية حُماة اللغة العربية في أداء هذه الرسالة ، مؤكدًا أهمية الاحتفاء بفرسان العربية و الوفاء لهم؛ ذاكرًا أننا حين نُنزل الناس منازلهم فإننا نكبر أنفسنا.

وتحدث الدكتور مسعد عويس عن ذكرياته في العمل مع الإذاعة المصرية، وقدم مجموعة من المقترحات من أجل الاستفادة بما تركه فرسان الإذاعة من أعمال خدمت العربية منها ، الاستفادة من تسجيلات جمعية حُماة اللغة العربية للإذاعيين الأوائل وهم كثر، كما طالب بمسابقة للنشء والشباب للتمكن من اللغة العربية، واستفاض في شرح الدور البارز الذي لعبه أنور المعداوي في اكتشاف المواهب، وطالب بوجود من يقومون بهذا الدور، كما طالب بأهمية إعداد معلم اللغة العربية الإعداد الجيد، وبأهمية تعلم الطفل اللغة العربية في عمر الأربع سنوات، وعودة الكتاب لتحفيظ القرآن الكريم، وتعليم اللغة بطريقة سليمة، كما أشار إلى أهمية دور رجال الأعمال ممن لديهم اهتمام بالثفافة في رعاية المواهب الجديدة على كافة المستويات، وختم حديثه بالإشادة بدور الإذاعي الرائد محمد الخولي في الحفاظ على اللغة؛ من أجل ذلك قدم باسم مؤسسة سيد عويس الثقافية شهادة تكريم لاسم الإذاعي الراحل وفاءً وتقديرًا لجهوده المتنوعة.

وشارك الشاعر والإعلامي السيد حسن بمداخلة قيمة تحدث فيها عن برنامجه ” السلاملك” الذي قدم من خلاله حلقة استضاف فيها الرائد الإذاعي محمد الخولي، وذكر أنه استشعر في ذاك اللقاء رؤية الخولي للغة العربية باعتبارها الحصن الكبير المهم الباقي من حصون الهُوية ، وكان شديد الحماس في التنبيه أن اللغة لا يمكن أن تحمى بذاتها، وأنه يجب ألا نركن إلى أنها محمية بحفظ القرآن ؛ بل هي محمية بالحفاظ على ألستنا وذكر أن الخولي يعد واحدا من أعلام الوطنية المصرية؛ لأن صوت العرب كانت واحدة من وسائل السياسة الخارجية المصرية في تلك المرحلة المهمة من عمر مصر والبلاد العربية، وأشاد حسن بدور الراحل محمد الخولي في مجالي العطاء الإذاعي والترجمة، وختم حديثه بإهداء قصيدة ” الفصحى تتنفس شعرًا” ، وفي نهاية اللقاء الاستثنائي الذي أجمع الحضور فيه على حب اللغة العربية وعلى محبة عاشقها ” محمد الخولي”، تأكد للجميع أن فرسان العربية يرحلون جسدا، لكن يظل جميل صنيعهم وما قدموه في خدمتها واقعا ملموسا بيننا.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.