النقابة العامة لاتحاد كتاب مصر : مناقشة كتاب ” د.عفاف زيدان مصرية في بلاد الأفغان”

كتب : محمد مصطفى
تحت رعاية الدكتور علاء عبد الهادي رئيس النقابة العامة لاتحاد كتاب مصر والأمين العام للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، عقدت شعبة أدب الرحلات برئاسة الكاتبة د. عطيات أبو العينين ندوة الشعبة الشهرية يوم الاثنين ١٩ مايو ٢٠٢٥م ، لمناقشة كتاب ” د. عفاف زيدان.. مصرية في بلاد الأفغان”، واستضافت الندوة د. أحلام عثمان أستاذ ورئيس قسم اللغة الإنجليزية بجامعة الأزهر، والكاتب والسيناريست أ. عماد مطاوع مدير تحرير مجلة المسرح، وسط جمع من طلاب وأصدقاء د. عفاف زيدان، وأفراد أسرتها، إضافة إلى أصدقاء الشعبة.
رحبت د. عطيات أبو العينين بضيوف اللقاء ، وأبدت سعادتها لاستضافة د. عفاف زيدان أستاذ اللغة الفارسية وآدابها والعميد الأسبق لكلية الدراسات الإسلامية بجامعة الأزهر، وهي أول مصرية تحصل على الدكتوراة من جامعة كابل خلال حكم آخر ملوكها محمد ظاهر شاه، وقدمت د. عطيات بعض من السيرة العلمية والمهنية المشرفة لضيفة اللقاء ، وذكرت عملها في مجال الترجمة، وفي الإذاعة المصرية، كما عبرت عن إعجابها الكبير بمقدمة الكاتبة التي صدرت بها كتابها المهم ” مصرية في بلاد الأفغان”؛ لما لمسته من صدق ودفء مشاعر، وروعة في الوصف والتعريف بالثقافات الأخري.
وفي حوار من القلب فتحت د. عفاف زيدان خزينة ذكرياتها المليئة بالمواقف والمشاعر والمحطات المهمة في رحلتها الأولى كمبعوثة إلى بلاد الأفغان، وعددت مظاهر الاستقبال والمعاملة الطيبة التي وجدتها منذ دخولها لبلاد الأفغان ، خصوصا من الجامعة التي سمحت لها بزيارة الأقاليم الأفغانية في رحلات السير التي كانت تنظمها الجامعة، وكأنها طالبة أفغانية ، وعلى مدار سنوات الدراسة منذ ٢١ مارس ١٩٦٨م، حتى عودتها إلى القاهرة عام ١٩٧١م، استطاعت أن تدون الكثير من المواقف ومظاهر الحياة، ونمط العادات والتقاليد في بلاد الأفغان، وكل هذه المعلومات كانت بمثابة مداد روحي ومعلوماتي في كتابها محل المناقشة ، وشرحت للحضور خصوصية كابل كمكان للتسوق ، وعشق الأفغان للموسيقى والغناء العربي ، كما سردت موقفها الأشهر وقت وفاة الزعيم جمال عبد الناصر ، وطلبت من السفير المصري آنذاك ” صديق درويش” بأهمية إقامة عزاء لعبد الناصر في أحد المساجد الكبرى هناك، ووصفت ضخامة العزاء وتوافد السيدات الأفغان لأداء واجب العزاء ؛ ودللت بذلك على سماحة وكرم وأخلاقيات الأفغان ، وختمت حديثها بفخرها بدورها كمعلمة للأجيال في جامعة الأزهر، وعن العلاقة الطيبة بينها وبين تلميذاتها، وكذلك صلتها الوثيقة بأفغانستان الممتدة إلى الآن، كما عبرت عن اعتزازها بدورها في إنشاء عدة أقسام متخصصة في جامعة الأزهر.
وتحدثت د. أحلام عثمان عن د. عفاف زيدان كرائدة من الرائدات المصريات ، وذكرت أنها خير من مثل مصر والعرب خير تمثيل سواء وهي طالبة أو بعد عملها كأستاذة في الجامعة ، وكان لها دورها البارز في المؤتمرات العلمية، ثم قدمت إلى الحضور قراءتها المستفيضة في كتاب ” مصرية في بلاد الأفغان” وذكرت جمال السرد والوصف والمعلومات ، وأكدت أن الكتاب يشتمل على كل مفردات الكتابة في أدب الرحلة من الوصف الدقيق للأماكن ، والتأمل للمواقف، والسرد الذاتي المشوق ، ودقة التوثيق من المصادر الصحيحة ، وأضافت ان الكتاب عمل الأنثروبولوجي إضافة إلى السيرة الذاتية ، كما تحدثت عن السمات الشخصية البارزة لدي د. عفاف زيدان والتي وضحت من خلال مواقفها الإيجابية داخل الكتاب ، وكذلك من خلال مواقفها الحياتية على المستوى الأسري، ومع طالباتها في الجامعة، وتحدثت عن السمات الفنية للكتاب، ثم طرحت مجموعة من الأسئلة الكاشفة عن طبيعة الحياة في أفغانستان، وعن أهم المواقف الصعبة التي مرت بها وعن زياراة د. عفاف التالية لأفغانستان ، وعن سر العلاقة الوطيدة بينها وبين طالباتها، وقامت د. عفاف زيدان بالإجابة على الأسئلة ، بعد ذلك تم عرض كلمة مسجلة للسفير فضل عبد الرحمن فاضل السفير الأسبق لأفغانستان في القاهرة تحدث فيها عن قيمة ومكانة د. عفاف زيدان، وعن خصوصية كتابها الواصل بين ثقافتين بما فيه من معلومات قيمة.
وتحدث الكاتب والسيناريست عماد مطاوع عن أهم ميزات الكتاب العاكس لشخصية الكاتبة المتفرده في أسلوبها الأدبي وفي سماتها الإنسانية ، واستعرض رحلات وبعثات من أرسلهم محمد علي إلى أوروبا، وتحدث عن خصوصية إعادة الثقة لبلاد الشرق من خلال كتاب د. عفاف زيدان ، كما تحدث عن طبيعة بلاد الأفغان، وما تعرضت له من ظلم وافتراء، وذكر أن الكتاب سيكون دافعا لطرح جملة من الأسئلة عن وضع أفغانستان وأمتنا العربية ، ثم تحدث عن مكانة أدب الرحلات كجنس أدبي بالغ الأهمية ، وعدد أسماء أشهر من كتبوا في هذا الجنس الأدبي المهم، ولفت نظر الحضور لتفرد الكتاب ليس فقط على مستوى الكتابة بل على مستوى اختيار المكان، وتحدث عن تفرد الكتاب كونه يتحدث عن الشرق وليس عن الغرب،وكونه بمثابة سردية إنسانية لمرحلة مهمة من تاريخ أمتنا ” فترة الستينيات” ، وتوقف أمام البراعة الوصفية في الكتاب ؛ مدللا على ذلك ببعض النماذج المتنوعة عن الأماكن والطبيعة والطيور ومظاهر الحياة اليومية.
فتح باب المداخلات والشهادات الحية من أبناء وتلميذات د. عفاف زيدان ، وسطر الجميع بمشاعرهم الفياضة أنشودة من الوفاء والمحبة الصافية لضيفة اللقاء التي زرعت الصدق والمحبة في قلوبهم وحب العلم والمعرفة في عقولهم؛ فنالت محبتهم وتقديرهم.