النقابة العامة لاتحاد كتاب مصر: شعراء وتجارب على منصة نقابة الكتاب.

كتب : محمد مصطفى
تحت رعاية الدكتور علاء عبد الهادي رئيس النقابة العامة لاتحاد كتاب مصر والأمين العام للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، عقدت شعبة شعر الفصحى برئاسة الشاعر عاطف الجندي ندوة يوم الأربعاء ١٦ يوليو ٢٠٢٥م ، تحت عنوان :” شعراء وتجارب” ، استضافت فيها الشاعر محمد آدم والشاعر أوفى عبد الله الأنور، بحضور أعضاء لجنة الشعبة الشاعر عصام بدر والشاعرة آيات عبد المنعم، إضافة إلى جمع من شعراء الفصحى والعامية.
رحب الشاعر عاطف الجندي بضيوف اللقاء مؤكدا أهمية واستثنائية الندوة ؛ نظرا لثراء التجربة الشعرية لضيفي اللقاء، ثم تحدث عن خصوصية التجربة الشعرية عند محمد آدم ومكانته في كتابة قصيدة النثر ، ورؤيته الفلسفية الخاصة في الحياة والشعر معا..
تحدث الشاعر محمد آدم عن نشأته في ريف إحدى قرى محافظة المنوفية ١٩٥٣عام
وعن الأجواء الاجتماعية والمعيشية في قريته مثلها مثل العديد من قرى مصر التي لم تدخلها الكهرباء آنذاك ، حيث المذاكرة على لمبة الجاز ، و تحدث عن كتابته لأول قصيدة له على جدار المندرة في منزله، وعن ردة فعل أمه وفزعها عندما رأتها ظنا منها مثلها مثل غيرها من أهل القرية بأن الشعراء يهيمون على وجوههم ، وتحدث عن شغفه بالقراءة ، وعن فترة قدومه إلى القاهرة في السبعينيات، وتعرفه بنجيب محفوظ في مقهى علي بابا بوسط البلد، و استجابته لنصيحة محفوظ بدراسة الفلسفة ، ثم استفاض في الحديث عن أساتذة هذا الجيل من العظماء، وعن تجربته الخاصة مع مجلة إبداع الذي كان يرأس تحريرها د. عبد القادر القط وتبني د. القط لموهبته الشعرية ونشره لأشعاره في باب تجارب بالمجلة، كما تحدث عن إشادة وشهادة لويس عوض له بأنه شاعر المستقبل، وتحدث آدم عن خصوصية أدباء جيل السبعينيات وعما أحدثوه من طفرة مهمة في الحركة الأدبية المصرية والعربية، كما تحدث عن ثقافة الصحراء التي غيبت الحضارة المصرية القديمة بكل ما فيها من من رؤى مهمة، و عن قصيدة النثر ووصفها بأنها التعبير الحي عن الواقع الإنساني، ثم استعرض تسلسل مشواره الشعري بالسنوات ، وزياراته المتنوعة لمعظم المهرجانات الشعرية في العالم العربي، ولقائه بالشعراء العرب الكبار، وتناول بالشرح مكانة الفكر الفلسفي العربي، كما تحدث عن احتفاء الكثير من العواصم العربية بصدور أعماله الشعرية الكاملة ورغم ذلك لم يحصل على أي جائزة أدبية في مصر، ثم قرأ على الحضور قصيدته المعنونة ب ” نشيد آدم”.
وفي سرد شائق وسلس قدم الشاعر أوفى عبد الله الأنور ابن محافظة سوهاج وسليل عائلة أدبية شهيرة ملامح تجربته الشعرية التي تتسم بالطابع الأدبي منذ نعومة أظافره ؛ نظرا لنشأته في أسرة أدبية بامتياز، مؤكدا أن ثروة أسرته الحقيقية هي الكلمة وتقدير قيمتها، وتحدث عن طفولته ، وعن بداية تعرفه على شعر الغزل وهو في المرحلة الإبتدائية، وتعلقه بالشعر قراءة وكتابة، وعن أول قصيدة نشرت له في مجلة أقلام وهو في المرحلة الإعدادية، مما شجعه على الاهتمام بالقراءات الشعرية المتنوعة ، وفي حديثه عن المرحلة الجامعية عكس بجلاء تام قيمة هذه الحقبة ” الثمانينيات” في تاريخ كلية دار العلوم العريقة، ومدى الثراء في نشاط الحركة الطلابية داخل أسوارها ، وعن دورها البارز في نشأة الشعراء وتقديمهم إلى الساحة الأدبية ، كما تحدث عن قيمة مهرجان دار العلوم الشعري السنوي في تسليط الضوء على المواهب الشعرية ، وسرد على الحضور بعض المواقف الكاشفة عن تقدير أساتذة دار العلوم لطلابهم، وعن استضافة الكلية للرموز الأدبية والفكرية آنذاك والسماح لطلابها بمحاورتهم والنقاش معهم في أهم القضايا الأدبية المطروحة على الساحة، وكان له دوره المهم في تنظيم العديد من تلك الندوات ذات الزخم الفكري والمعرفي ، وخص بالذكر واقعة دعوته للدكتور شوقي ضيف إلى الكلية عام ١٩٨٣م ، وعلم قبيل انعقاد الندوة بيوم واحد رفض عميد الكلية لتلك الندوة، وعندما قابل د. كمال بشر وعلم بذلك سانده من أجل عقدها وتحمس له ، ومن أبرز ملامح التجربة الشعرية عند أوفى الأنور التي ظهرت في حديثه هو ذاك الزخم الثقافي وحرصه مع مجموعة من زملاء الدراسة في دار العلوم على تنقلهم كالفراشات بين أروقة المنتديات الأدبية في قاهرة المعز، وتشاركهم بكارة الأفكار الشعرية والنقاش حول القضايا الفكرية والأدبية البارزة، ثم تحدث عن أسماء وملامح بعض دواوينه الشعرية ، وأكد في حديثه أن القصيدة تكتب نفسها لدى الشاعر المتحقق، وأضاف أن كلية دار العلوم هي من كتبت شعرائها الذين تخرجوا فيها ، وقرأ على الحضور قصيدة معنونة ب ” تعليق على الأحداث” تصف حال غزة وما يحدث فيها من أفعال بيد الكيان الصهيوني البغيض، بها الكثير من السمات الفنية والصور المدهشة التي تصور بشاعة الموقف الحالي ووقوف العالم موقف المتفرج على إبادة شعب ، وقد نال بها إعجاب و تفاعل الحضور.
ورحب الشاعر عصام بدر بضيوف اللقاء معبرا عن سعادته باستضافة الشعبة لشاعرين من كبار الشعراء، كان ولايزال لتجربتهما الشعرية خصوصيتها وثمارها الطيبة في الحركة الشعرية المعاصرة ، بعد ذلك قدمت الشاعرة آيات عبد المنعم نبذة تعريفية عن ضيفي اللقاء شملت أهم ما صدر لهما من أعمال شعرية، ثم دعت إلى المنصة الناقد الدكتور عبد الحكم العلامي الذي كشف بمداخلته الثرية الكثير من النبل الإنساني في شخصية الشاعر أوفى عبد الله الأنور، كما حكى عن أهم المواقف والروابط الإنسانية العميقة التي جمعته بأسرة عبد الله الأنور الأدبية منذ سنوات ولاتزال، وأشاد بما قدمته هذه الأسرة من شعراء لهم مكانتهم البارزة في الساحة الأدبية المصرية ومنهم فولاذ والسماح وأوفى الأنور ، كما أشاد بقيمة ومكانة الشاعر محمد آدم الشعرية كأحد أعمدة شعراء جيل السبعينيات، بعد ذلك واصلت الشاعرة آيات عبد المنعم تقديم الشعراء والشواعر الذين أثروا الندوة بما قدموه من مختاراتهم الشعرية.