تربية الأبناء.. في عصر العولمة والانفتاح
كتبت/ هبه حمزه ـ محافظة بني سويف
نعيش الان في عصر الانفتاح بسبب تداعيات العولمة وتأثيراتها على الأسرة والقيم المجتمعية، وخاصة أن العالم الآن قرية صغيرة بعد سيطرة مواقع التواصل الاجتماعى التى أصبحت الحياة بدونها مستحيلة، هناك تحديات وصعاب فى تربية الأبناء، بل هناك صعوبة فى إيجاد نموذج خاص يعبر عن ثقافتنا وعاداتنا وهويتنا كما كان فى الماضى.
والمزعج فى هذه القضية، هو تيه الآباء ليصبحوا هم أنفسهم عبئا في ظل حرص كثير منهم على استيراد نماذج غربية ما أنزل الله بها من سلطان، فقرروا على سبيل المثال، أن يلبسوا أبناءهم الملابس الغربية، وأن يعلموهم اللغات الأجنبية قبل العربية، بل المؤسف أنهم يتفاخرون بالمدراس الأجنبية ويتجاهلون عاداتنا وثقافتنا العربية، وليس معنى ذلك أننا ضد تعلم اللغات أو معرفة ثقافات العالم، لكننا ضد الانصهار الكامل والمبالغ في أحضان هذه الثقافات بشكل يجعلهم ينهلون منها كل شىء دون ضابط أو رقيب، فتكون النتيجة طمس الهوية وضياع الثقافة وغياب النموذج.
خلاف أن هناك مظاهر اقتحمت بيوتنا، مثل الإفراط في تدليل الأطفال والأولاد، سواء بمنحهم كل ما يريدون من وسائل الترفيه والمادة بداعى أن لا نحرمهم كما حرمنا نحن، متجاهلين أن هذا يعزز التكاسل والتواكل لديهم في المستقبل، بل وصل الأمر أن هناك آباءً وأمهات لم يتركوا فرصة لأبنائهم ليثبتوا أنهم قادرون على تحمل المسئولية،
وختاما.. فإن تربية الأبناء تحتاج إلى نموذج خاص بنا يتسق مع هوية مجتمعنا وعاداتنا وتقاليدنا، وهذا ما نطالب به لإكساب أبنائنا مناعة أخلاقية تحميهم من آفات الانفتاح العشوائى على ثقافات العالم