«الأمراض الموسمية» تدق ناقوس الخطر في المدارس
الكويت : ياسر نبيه
مع بداية الموسم الدراسي وانخفاض درجات الحرارة تدريجيا اواخر الشهر الجاري، تبدأ معاناة الطلبة واصاباتهم بالرشح والزكام وانسداد الأنف ونزلات البرد وغيرها من الامراض الموسمية، وهو الأمر الذي يستوجب خطوات جادة من ادارة الصحة المدرسية بوزارة الصحة والعيادات بوزارة التربية، وذلك للحد من اصابات الطلبة بهذه الامراض، وعدم حدوث اي مضاعفات لهم قد تسبب بامراض اخرى، نتيجة التأخر في تقديم العلاج او حتى نقل الحالة المرضية للمستشفى.
فانخفاض درجات الحرارة يتيح المجال لزيادة نشاط الفيروسات والبكتيريا، وهو ما ينعكس بتأثيرات واضحة على الطلبة، سيما أن هذه الفيروسات تجد مناخاً خصباً لتنقلها في المدارس، نظراً لكثافة الأعداد فيها، وتتمثل الإصابة بها في الإنفلونزا وارتفاع درجات الحرارة والشعور بالإرهاق والتقيؤ، ما يدعو لأهمية تعريف الطلبة والطالبات وأولياء الأمور بالأسباب التي تؤدي إلى ذلك، وطرق الوقاية منها.
وكما هو معروف، فإن الإصابة بالفيروسات الموسمية من الأمور الطبيعية التي تنتشر بين طلبة المدارس، نظرا لتداخلهم وتقاربهم داخل الفصل الواحد، أو حتى في الطابور المدرسي، وهو الأمر الذي يتطلب تفعيل دور ومهام العيادات المدرسية، لتشخيص الحالات بشكل مبدئي، وتحويلها إلى أقرب مستشفى لضمان سلامة الطلبة، حيث ان الأمراض الموسمية تنتقل بسهولة بين الطلبة، وعن طريق الرذاذ ايضا، الذي يخرج من عملية التنفس أو السعال، أو حتى استخدام أغراض شخص مصاب، وبما أن البيئة المدرسية توجد بها نسبة تداخل كبيرة بين الطلبة، فإن نسبة العدوى تكون عالية.
إجازات مرضية
في حين يطالب اولياء الامور بمزيد من الرقابة الصحية على ابنائهم في المدارس، وتفعيل التوجيهات الطبية الخاصة بالامراض الموسمية للطلبة «ميدانياً»، كالابتعاد عن المسببات الرئيسية للانفلونزا، والتي من أبرزها استعمال أدوات وحاجيات الآخرين، كالمناديل والمناشف، والتعرض المفاجئ للتغير من الجو الحار للبارد، والإرهاق المجهد اثناء الحصص الدراسية، وقلة النوم للطالب.
وفي هذا الصدد، قال رئيس وحدة حوادث الأطفال في مستشفى العدان د.مرزوق العازمي ان نهاية الشهر الجاري تشهد ارتفاع اصابة الطلبة والاطفال عموما بالامراض الموسمية، وذلك مقارنة باوقات سابقة من العام، مبينا ان عدوى الاصابة بها قد تنتقل من طالب لاخر نتيجة الكثافة الطلابية في المدارس.
واضاف العازمي لـ القبس ان العيادات المدرسية مطالبة بمنح اي طالب يشتبه باصابته بامراض موسمية، اجازة مرضية، وذلك لحين تماثله للشفاء، ولضمان عدم اختلاطه بزملائه الطلبة بالفصل الدراسي، موضحا انه يستقبل حالات متفرقة لهذه الامراض سنويا خلال ذات التوقيت.
ونصح العازمي عموم الطلبة والطالبات بتناول الطعوم في مراكز الصحة الوقائية، قبيل انخفاض درجات الحرارة في البلاد، خاصة الاطفال الذين يعانون من امراض مزمنة، كالربو او اخرى تتعلق بالجهاز التنفسي.
منع العدوى
العيادات المدرسية مطالبة بوضع بروتوكول علاجي واضح مع قرب انخفاض درجات الحرارة، وما قد تشهده المرحلة المقبلة من معدلات مرتفعة باصابات الامراض الموسمية، وذلك لضمان عدم انتشار العدوى بين الطلبة والطالبات.
توعية صحية
من الملاحظ غياب أي دور إعلامي من الجهات المختصة، التي تتطرق بدورها لابرز الامراض الموسمية التي قد تصيب الطلبة والطالبات وطرق الوقاية منها وكيفية اكتشافها، لاسيما مع تزايد اعداد الطلبة داخل الفصل الدراسي الواحد!
عزل المصابين
من ابرز الحلول الطبية لضمان عدم تفشي اي امراض بين الطلبة، هو عزل اي مصاب بالامراض الموسمية او غيرها، فضلا عن سرعة اخطار الجهات المختصة باي حالات مشتبه في اصابتها، علاوة على نقلها الى أقرب مستشفى.